كتاب: كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس **

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس **


1119 - حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج‏.‏

رواه أبو داود عن أبي هريرة، قال في المقاصد وأصله صحيح، وفي لفظ لأحمد بن منيع عن جابر‏:‏ حدثوا عن بني إسرائيل، فإنه كانت فيهم أعاجيب‏.‏

قال ابن الغرس مثل ما روي أن ثيابهم كانت تطول، وأن النار كانت تنزل من السماء فتأكل القربان، وغير ذلك‏.‏ انتهى، فاعرفه‏.‏

ورواه تمام في فوائده وزاد وأنشأ صلى الله عليه وسلم يحدث قال خرجت طائفة من بني إسرائيل حتى أتوا مقبرة من مقابرهم، فقالوا لو صلينا ودعونا الله عز وجل يخرج لنا رجلا ممن قد مات فنسأله عن الموت، ففعلوا، فبينما هم كذلك إذ أطلع رجلٌ رأسَه من قبر من تلك المقابر، خلاسئ ‏(‏ومنه صبي خلاسئ إذا كان بين أبيض وأسود‏)‏ ، بين عينيه أثر السجود، فقال يا هؤلاء ما أردتم إلي‏؟‏ لقد مت من مائة عام فما سكنت عني حرارة الموت، فادعوا الله يردني كما كنت انتهى،

وهذه الزيارة تكاد تكون مفيدة لكون المأذون في التحديث به هو ما يكون من هذا النمط، لا فيما يرجع إلى الأحكام ونحوها لعدم اتصالها، قال وأحسن من هذا أن الواو للحال،

هذا وقال الحافظ ابن حجر في خطبة اللآلئ المنثورة نقل البيهقي في المعرفة عن الشافعي أن النبي صلى الله عليه وسلم فرق بين الحديث عنه وبين الحديث عن بني إسرائيل، فقالوا حدثوا عني ولا تكذبوا علي،

وأخرج النسائي بإسناد صحيح عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج وحدثوا عني ولا تكذبوا علي وأخرجه مسلم عن أبي سعيد بغير هذا اللفظ،

وأخرجه البخاري عن ابن عمرو بلفظ حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، واختلف في أنه خطاب للمحدث عنهم، أو للمحدث، وعلى الأول فقيل أنه خطاب إباحة بعد حظر، لأنه صح أن عمر أتاه بشيء من التوراة فغضب وقال أتتهودن فيها يا ابن الخطاب‏؟‏ فهذا نهي، فكأنه أباح الحديث عنهم بعد ذلك، وقيل إنما قال حدثوا فأتبعه بقوله ولا حرج ليعلم أنه ليس بأمر وجوب،

وحكى ابن الجوزي عن شيخه إبراهيم أنه قال المعنى حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج إن لم تحدثوا، وقيل أنه خطاب للمحدث فقيل أن قوله ولا حرج خبر بمعنى النهي أي لا تخرج فيه سامعا ‏(‏في الأصلين ‏"‏سامع‏"‏‏)‏ لكثرة العجائب فيهم، وقيل معناه اقبلوا الحديث عن بني إسرائيل ممن يجهل حاله ولا تقبلوه عني إلا ممن عرف صدقه انتهى ملخصا‏.‏

1120 - الحدة تعتري خيار أمتي‏.‏ ‏(‏تقدم في حرف التاء ‏"‏تعتري الحدة خيار أمتي‏"‏، ولم يتكلم عليه‏)‏

قال في المقاصد رواه الطبراني وأبو يعلى عن ابن عباس، لكن في سنده سلام الطويل متروك، ورواه الحسن بن سفيان في مسنده عن ذويد بن نافع، قلت لأبي منصور الفارسي يا أبا منصور لولا حدة فيك، فقال ما يسرني حدتي كذا وكذا وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الحدة تعتري خيار أمتي،

وأخرجه البغوي في معجم الصحابة، ووصفا أبا منصور في روايتهما بالصحبة،

قال ورواه المستغفري عن يزيد بن أبي منصور وكانت له صحبة بدل عن أبي منصور بلفظ الترجمة، والأول أكثر،

قال ورواه الطبري في الأوسط بسند فيه يغنم بن سالم كذاب عن علي رفعه خيار أمتي أحِدّاؤهم وهم الذين إذا غضبوا رجعوا،

ورواه البيهقي في شعبه، ورواه الديلمي عن أنس بلفظ لا تكون ‏"‏أي الحدة إلا في صالحي أمتي وأبرارها ثم تفيء‏"‏،

وفيه أيضا عن أنس بلفظ ‏"‏ليس أحد أولى بالحدة من صاحب القرآن لعز القرآن في جوفه‏"‏،

وفيه أيضا عن معاذ مرفوعا ‏"‏الحدة تعتري جماعي القرآن في أجوافهم‏"‏،

ويشهد له ما رواه ابن عدي عن معاذ بلفظ ‏"‏الحدة تعتري حملة القرآن لعزة القرآن في أجوافهم‏"‏، ويشهد له أيضا ما في الترمذي وحسنه عن أبي سعيد رفعه ‏"‏ألا إن بني آدم خلقوا على طبقات شتى‏"‏ الحديث، وفيه ‏"‏ومنهم سريع الغضب سريع الفيء فتلك بتلك‏"‏،

وأورده في الإحياء بلفظ ‏"‏المؤمن سريع الغضب سريع الرضى‏"‏، وقال مخرجه لم أجده هكذا‏.‏

ومحل مدح الحدة إذا لم تؤد إلى ارتكاب محذور‏.‏

1121 - الحديث في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل البهيمة الحشيش‏.‏

قال القاري نقلا عن المختصر أنه لم يوجد انتهى، والمشهور على الألسنة الكلام المباح في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، وذكره في الكشاف باللفظ الأول‏.‏

1122 - حذف السلام سنة‏.‏

تقدم في ‏"‏التكبير جذم‏"‏ وقال ابن القطان لا يصح مرفوعا ولا موقوفا، لكن أخرجه أبو داود والترمذي وحسنه وابن خزيمة والحاكم وصححه، قيل معناه إسراع الإمام به لئلا يسبقه المأموم، وأعرب بعض المالكية حيث قال هو أن لا يكون فيه ورحمة الله‏.‏

1123 - الحرائر صلاح البيت، والإماء هلاك البيت‏.‏

رواه الثعلبي بسند فيه أحمد بن محمد اليماني متروك عن يونس بن مرداس خادم أنس وهو مجهول أنه قال كنت بين أنس وأبي هريرة، فقال أنس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أحب أن يلقى الله طاهرا مطهرا فليتزوج الحرائر، فقال أبو هريرة سمعته يقول الحرائر صالح البيت، والإماء فساد البيت، أو قال هلاك البيت،

وللجملة الأولى طريق أخرى في ابن ماجه عن أنس سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الحرائر صلاح البيت، وما أحسن ما قيل‏:‏

ومن لم يكن في بيته قهرمانة * فذلك بيت لا أبالك ضائع

وقوله‏:‏ إذا لم يكن في منزل المرء حرة * تدبره ضاعت عليه مصالحه‏.‏

1124 - الحرام يذهب، ويذهب الحلال‏.‏

لم أقف على أنه حديث‏.‏

1125 - حرم على النار كل هين لين سهل قريب من الناس‏.‏

رواه أحمد عن ابن مسعود، قال ابن الغرس حديث ضعيف‏.‏

1126 - الحرب خدعة‏.‏

متفق عليه عن أبي هريرة قال سمى النبي صلى الله عليه وسلم الحرب خدعة، وليس عند مسلم سمى إلخ، واتفقا أيضا عليه عن جابر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحرب خدعة، ورواه ابن ماجه عن عائشة أنها قالت إن نعيم بن مسعود قال يا نبي الله إني أسلمت ولم أعلم قومي بإسلامي فأمرني بما شئت، فقال إنما أنت فينا كرجل واحد، فخادع إن شئت، فإنما الحرب خدعة،

ورواه العسكري أيضا، وقال أراد أن المُمَاكرة في الحرب أنفع من المكاثرة، فهو كقول بعض الحكماء إنفاذ الرأي في الحرب أنفع من الطعن والضرب، وكالمثل السائر إذا لم تغلب فأخلب أي اِخدع، وقال بعض اللغويين معنى خدع أظهر أمرا أبطن خلافه، ومنه كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غزا غزوة وَرّى بغيرها، وخدعة مثلث الخاء والفتح أشهر، والدال ساكنة فيهن، ويجوز مع الضم فتح الدال، وعبارة القاموس خدعة مثلثة وكهمزة وروي بهن جميعا انتهت، ونقل ابن الغرس عن الزركشي والسيوطي أنها بتثليث الخاء مع فتح الدال، قال وأفصحها فتح الخاء مع سكون الدال وأنها لغة النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏

1127 - الحرير ثياب من لا خلاق له‏.‏

رواه الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما‏.‏

1128 - الحريص الذي يطلب الكسب من غير حله‏.‏

الطبراني عن واثلة‏.‏

1129 - الحزم سوء الظن‏.‏

قال في التمييز أخرجه الديلمي في مسنده عن علي من قوله، وهو ضعيف، وروي مرسلا عن عبد الرحمن بن عائذ رفعه وهو ضعيف أيضا انتهى،

وقال في الدرر رواه أبو الشيخ بسند واه جدا عن علي موقوفا انتهى وتقدم في احترسوا من الناس، وما أحسن ما قيل‏:‏

لا يكن ظنك إلا سيئا * إن سوء الظن من حسن الفطن‏.‏

1130 - الحسد في الجيران‏.‏

قال النجم من كلام بشر الحافي وسيأتي في ‏"‏العداوة في الأهل‏"‏‏.‏

1131 - الحسد يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل‏.‏

قال في المقاصد رواه الديلمي عن معاوية بن حيدة، وشهد له حديث أبي هريرة رفعه الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، ونحوه عن أنس انتهى‏.‏

1132 - الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب‏.‏

رواه ابن ماجه عن أنس بزيادة والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار، والصلاة نور المؤمن، والصيام جنة من النار‏.‏

1133 - الحسد عشرة أجزاء، تسعة في العرب، وواحد في سائر الناس‏.‏

رواه الديلمي عن أنس بن مالك‏.‏

1134 - حسبي الله ونعم الوكيل‏.‏

رواه ابن أبي الدنيا في الذكر عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتد غمه مسح بيده على رأسه ولحيته، ثم تنفس الصعداء، وقال حسبي الله ونعم الوكيل،

ذكره السيوطي في الدر المنثور في تفسير ‏{‏وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل‏}

وفيه أيضا وأخرج أبو نعيم والديلمي عن شداد بن أوس قال قال النبي صلى الله عليه وسلم حسبي الله ونعم الوكيل أمان كل خائف انتهى،

ومما يناسب إيراده هنا ما أخرجه الحكيم الترمذي عن بريدة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قال عشر كلمات عند دبر كل صلاة غداة وجد الله عندهن مكفيا مجزيا‏:‏ خمس للدنيا، وخمس للآخرة، حسبي الله لديني، حسبي الله لما أهمني، حسبي الله لمن بغى علي، حسبي الله لمن حسدني، حسبي الله لمن كادني بسوء، حسبي الله عند الموت، حسبي الله عند المساءلة في القبر، حسبي الله عند الميزان، حسبي الله عند الصراط، حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه أنيب انتهى‏.‏

1135 - حسبي الله وكفى، سمع الله لمن دعا‏.‏

قال النجم رواه ابن السني والديلمي عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لها إذا أخذت مضجعك فقولي الحمد لله الكافي، سبحان الله الأعلى، حسبي الله وكفى، ما شاء الله قضى سمع الله لمن دعا، ليس من الله ملجأ، ولا وراء الله ملتجأ، توكلت على الله ربي وربكم، ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها، إن ربي على صراط مستقيم، الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا - الآية ما من مسلم يقرؤها عند منامه ثم ينام وسط الشياطين والهوام فتضره انتهى‏.‏

1136 - حسبي من سؤالي علمه بحالي‏.‏

ذكره البغوي في تفسير سورة الأنبياء بلفظ وروي عن كعب الأحبار أن إبراهيم قال حين أوثقوه ليلقوه في النار لا إله إلا أنت سبحانك رب العالمين، لك الحمد ولك الملك، لا شريك لك، ثم رموا به في المنجنيق إلى النار فاستقبله جبريل، فقال يا إبراهيم ألك حاجة‏؟‏ قال أما إليك فلا، قال جبريل فسل ربك، فقال إبراهيم حسبي من سؤالي علمه بحالي انتهى،

وذكر البغوي في تفسير ‏{‏قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم‏}‏ أن إبراهيم عليه السلام قال حسبي الله ونعم الوكيل حين قال له خازن المياه لما أراد النمرود إلقاؤه في النار إن أردت أخمدت النار، وأتاه خازن الرياح فقال له إن شئت طيرت النار في الهواء، فقال إبراهيم لا حاجة لي إليكم، حسبي الله ونعم الوكيل انتهى‏.‏

1137 - حسنات الأبرار سيئات المقربين‏.‏

هو من كلام أبي سعيد الخراز كما رواه ابن عساكر في ترجمته، وهو من كبار الصوفية مات في سنة مائتين وثمانين، وعده بعضهم حديثا، وليس كذلك،

وقال النجم رواه ابن عساكر أيضا عن أبي سعيد الخراز من قوله وحكى عن ذي النون انتهى، وعزاه الزركشي في لقطته للجنيد،

وقال شيخ الإسلام في شرحها الفرق بين الأبرار والمقربين‏:‏ أن المقربين هم اللذين أخذوا عن حظوظهم وإرادتهم واستعملوا في القيام بحقوق مولاهم عبودية وطلبا لرضاه، وإن الأبرار هم الذين بقوا مع حظوظهم وإرادتهم، وأقيموا في الأعمال الصالحة ومقامات اليقين ليجزوا على مجاهدتهم برفع الدرجات انتهى‏.‏

1138 - حسنوا نوافلكم، فبها تكمل فرائضكم‏.‏

قال في المقاصد عزاه الفاكهاني لابن عبد البر في بعض تصانيفه، وتكملة الفرائض بالنوافل ثابت، كما أشار إليه ابن دقيق العيد في الكلام على الحديث الخامس من فضل الجماعة بقوله قد ورد أن النوافل جابرة لنقصان الفرائض وقرر فيه معنى لطيفا في السنن المشروعة قبل الفرائض وبعدها،

وللديلمي من حديث عبد الله بن برقاء الليثي عن أبيه عن جده مرفوعا النافلة هدية المؤمن إلى ربه، فليحسن أحدكم هديته وليطيبها، وقال القاري لا أصل له بهذا المعنى وإن كان يصح من حيث المعنى‏.‏

1139 - الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة‏.‏ ‏(‏تكلم المحبي في كتابه ‏"‏جنى الجنتين‏"‏ على هذا الحديث بإسهاب، ومما قاله فيه‏:‏ ويرد على هذا إلزام سيادتهم المرسلين لأنهم داخلون في هذا التأويل وجوابه أنه عام خصص على تخصيصه بالإجماع فإن المرسلين أفضل من غيرهم باتفاق‏)‏

رواه الترمذي عن أبي سعيد الخدري رفعه وقال حسن صحيح، وهو عند أحمد وصححه ابن حبان والحاكم وفيه زيادة إلا ابني الخالة عيسى ويحيى،

وروى هذا الحديث سويد بن سعيد عن أبي معاوية عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، لكن قال ابن معين إنه باطل عن أبي معاوية، قال الدارقطني فلم نزل نظن أنه كما قال ابن معين حتى دخلت مصر في سنة سبع وخمسين فوجدت الحديث في مسند إسحاق بن إبراهيم المنجنيقي وكان ثقة، رواه ابن أبي كريب عن أبي معاوية كما قال سويد،

وروى ابن ماجه والحاكم عن ابن عمر مرفوعا بزيادة وأبوهما خير منهما، وصححه الحاكم من هذا الوجه أيضا،

وقال النجم وزاد أحمد في رواية كما عند عبد الرزاق والخطيب والطبراني إلا ابني الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا، وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلا ما كان من مريم بنت عمران‏.‏

1140 - حسين مني، وأنا من حسين‏.‏

رواه الترمذي وحسنه عن يعلى بن مرة الثقفي مرفوعا، ورواه أحمد وابن ماجه في سننه عن يعلى بن مرة باللفظ المذكور، وزاد أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط‏.‏

1141 - الحسن مني والحسين من علي‏.‏

ذكره الشعراني في البدر المنير بغير عزو، وقال فيه قال العلماء لأن الحسن كان الغالب عليه الحلم كجده صلى الله عليه وسلم انتهى،

وأقول ذكره السيوطي في الجامع الصغير، ورواه أحمد وابن عساكر عن المقدام بن معدي كرب، قال المناوي قال الديلمي معناه الحسن يشبهني، والحسين يشبه عليا انتهى،

قال وكان الغالب على الحسن الحلم والأناة وعلى الحسين الجرأة وشدة البأس كعلي فالشبه معنوي، وقيل صوري‏.‏

1142 - حسن السؤال نصف العلم‏.‏

رواه الديلمي عن ابن عمر وتقدم في ‏"‏الاقتصاد‏"‏

1143 - حسن الظن من حسن العبادة‏.‏

رواه الحاكم وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه‏.‏

1144 - الحسن مرحوم‏.‏

قال في المقاصد ذكره الفاكهاني في كتاب مكة أنه من كلام أبي حازم التابعي انتهى،

وأقول الحسن بضم الحاء وسكون السين المهملتين مصدرا، قال ابن الغرس في منظومته‏:‏

أي صاحب الحسن إذا تنظره * ترحمه طبعا إذا تنصره

والسر فيه مضمر يدريه * رب الحجا ذوقا ولا يرويه

1145 - الحسود لا يسود‏.‏

من كلام بعض السلف كما في رسالة القشيري، ويحكى عن ذي النون، قال في المقاصد ومعناه صحيح،

ففي المرفوع الذي رواه أبو داود الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، وإنه يفسد الإيمان كما يفسد الصبر العسل، وأنه أحد خصال ثلاث أصل لكل خطيئة، وقال الأحنف بن قيس لا راحة لحسود،

وروى البيهقي في الشعب عن خليل بن أحمد ما رأيت من ظالم أشبه بمظلوم من حاسد‏:‏ نفس دائم، وعقل هائم، وحزن لائم،

وقال بعضهم الحاسد جاحد، لأنه لا يرضى بقضاء الواحد،

وفي بعض الكتب الإلهية الحاسد عدو نعمتي، وما أحسن ما قيل‏:‏

ألا قل لمن كان لي حاسدا * أتدري على من أسأت الأدب

أسأت على الله في فعله * لأنك لم ترض لي ما وهب

وفي الحقيقة الحسود إنما يضر نفسه، بل ربما كان سببا لاشتهار المحسود كما قيل‏:‏

وإذا أراد الله نشر فضيلة * طويت أتاح لها لسان حسود

لولا اشتعال النار فيما جاورت * ما كان يعرف طيب عرف العود

وقد أفرد ذم الحسد بالتأليف، وفي الرسالة القشيرية وإحياء الغزالي ما يكفي ويشفي‏.‏

1146 - حسن العهد من الإيمان‏.‏

رواه الحاكم والديلمي عن عائشة بلفظ جاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو عندي، فقال لها من أنت‏؟‏ فقالت أنا جثامة المزنية، قال أنت حسانة - قوله ‏"‏جَثـّامة‏"‏ بفتح الجيم وتشديد المثلثة، وقوله ‏"‏حَسّانة‏"‏ بفتح الحاء وتشديد السين المهملتين - كيف أنتم كيف حالكم كيف كنتم بعدنا‏؟‏ قالت بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله‏.‏ فلما خرجت قلت يا رسول الله تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال‏!‏ قال إنها كانت تأتينا زمن خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان‏.‏

وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين، وليس له علة،

ورواه ابن عبد البر عن أبي عاصم وسمى المرأة الحولاء، فيحتمل أن يكون وصفا أو لقبا، ويحتمل التعدد على بعد لاتحاد الطريق،

وللعسكري عن محمد بن زيد بن مهاجر بن قنفذ أن عجوزا سوداء دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فحياها، وقال كيف أنت كيف حالكم‏؟‏ فلما خرجت قالت عائشة يا رسول الله ألهذه السوداء تحيي وتصنع ما أرى‏؟‏ فقال إنها كانت تغشانا في حياة خديجة وإن حسن العهد من الإيمان،

ونقل الزبير عن شيخ في مكة أنها أم ذفر ماشطة خديجة،

وأقول يمكن الجمع لمن تأمل،

وروى البيهقي في شعبه بسند غريب عن عائشة قالت كانت تأتي النبي صلى الله عليه وسلم امرأة فيكرمها فقلت يا رسول الله من هذه‏؟‏ فقال هذه كانت تأتينا على زمن خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان‏.‏

‏"‏تنبيه‏:‏ العهد في اللغة بمعنى المراعاة واليمين والأمان والموثق والذمة والوصية والحفظ، وأظهرها هنا أولها‏.‏

1147 - حسن الصوت زينة القرآن‏.‏

قال ابن الغرس عزاه في الجامع الصغير للطبراني عن ابن مسعود، وقال المناوي ضعيف انتهى،

وورد في تحسين القرآن بالصوت أحاديث‏:‏ منها ما رواه الحاكم وغيره عن جابر بلفظ حسنوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا‏.‏

1148 - حصنوا أمولكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، وأعدوا للبلاء الدعاء‏.‏

قال ابن الغرس ضعيف، لكن ورد له شواهد، وقال في المقاصد رواه الطبراني وأبو نعيم والعسكري والقضاعي عن ابن مسعود مرفوعا،

وللطبراني في الدعاء عن عبادة بن الصامت قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قاعد في ظل الحطيم بمكة، فقيل يا رسول الله أتى على مال لي بسيف البحر فذهب به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تلف مال في بر ولا بحر إلا بمنع الزكاة، فحرزوا أموالكم بالزكاة وداووا مرضاكم بالصدقة وادفعوا عنكم طوارق البلاء بالدعاء فإن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، ما نزل يكشفه وما لم ينزل يحبسه،

وللبيهقي في الشعب عن أبي أمامة مرفوعا حصنوا أموالكم بالزكاة، وداووا مرضاكم بالصدقة، واستقبلوا أمواج البلاء بالدعاء، لكن في سنده فضالة بن جبير صاحب مناكير،

ورواه الطبراني وأبو الشيخ عن سمرة بن جندب رفعه بلفظه إلا أنه قال وردوا نائبة البلاء بالدعاء بدل الجملة الثانية، وفي سنده غياث مجهول،

ورواه الديلمي عن ابن عمر رفعه بلفظ داووا مرضاكم بالصدقة، وحصنوا أموالكم بالزكاة، فإنها تدفع عنكم الأعراض والأمراض،

قال البيهقي أنه منكر بهذا الإسناد، وفي الباب أيضا مما رواه الديلمي عن أنس مرفوعا ما عولج مريض بدواء أفضل من الصدقة، وغيره مما لا نطيل به‏.‏

1149 - حصير في البيت خير من امرأة لا تلد‏.‏

قال ابن الغرس روي عن عمر مرفوعا وموقوفا، والوقف أقوى انتهى‏.‏

1150 - حضور مجلس عالم أفضل من صلاة ألف ركعة‏.‏

ذكره في الإحياء عن أبي ذر، قال العراقي ذكره ابن الجوزي في الموضوعات من حديث عمر ولم أجده من طريق أبي ذر‏.‏

1151 - الحفظ في الصغر كالنقش في الحجر‏.‏

قال القاري ليس بثابت هكذا، لكن رواه الخطيب في جامعه عن ابن عباس مرفوعا بلفظ حفظ الغلام الصغير كالنقش في الحجر، وحفظ الرجل بعد ما يكبر كالكتابة على الماء انتهى،

وقال ابن الغرس ضعيف وذكره، وفي تخريج الحافظ بن حجر لمسند الفردوس بلفظ حفظ الغلام كالرسم في الحجر الحديث أسنده الديلمي عن ابن عباس رضي الله عنهما انتهى‏.‏

1152 - حفت الجنة بالمكارة، وحفت النار بالشهوات‏.‏

متفق عليه عن أبي هريرة، لكن للبخاري حجبت بدل حفت في الموضعين وتقدم في ‏"‏حجبت‏"‏ وعزاه في الدرر للشيخين عن أنس رضي الله عنه، والموجود فيهما عزوه لأبي هريرة بلفظ حجبت النار بالشهوات، وحجبت الجنة بالمكارة، وحجبت بمعنى حفت الواقع في رواية مسلم عن أنس، كما قاله النووي، وذكر أن المعنى بينه وبينهما هذا الحجاب، فإذا فعله دخلهما‏.‏

1153 - الحظ خير من مال مجموع‏.‏

قال النجم لم أجد له أصلا في الحديث المرفوع، وعند أبي النعيم الأصبهاني عن ربيعة بن عبد الرحمن شبر حظوة خير من باع علم‏.‏

1154 - حفيظة رمضان‏.‏

ستأتي في لا آلاء إلا آلاؤك‏.‏

1155 - الحق ثقيل‏.‏

رواه ابن عبد البر وزاد فمن قصر عنه عجز، ومن جاوزه ظلم، ومن انتهى إليه فقد اكتفى،

قال ابن عبد البر ويروي هذا المجاشع بن نهشل، قال وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال الحق ثقيل، رحم الله عمر بن الخطاب‏:‏ تركه الحق ليس له صديق، نقله ابن مفلح في الآداب،

وفي معناه ما في كتاب روح القدس في مناصحة النفس للشيخ الأكبر بلفظ وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما ترك الحق لعمر من صديق، هكذا لفظه من غير ذكر مخرجه وصحابيه فلينظر‏.‏

1156 - حق على الله أن لا يرفع شيئا من الدنيا إلا وضعه‏.‏

رواه البخاري وأبو داود عن أنس قال كانت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم العضباء لا تسبق، فجاء أعرابي بناقة فسبقتها، فشق ذلك على المسلمين، فقال عليه الصلاة والسلام إنه حق على الله أن لا يرفع شيئا من الدنيا إلا وضعه‏.‏

1157 - الحكمة تزيد الشريف شرفا، وترفع العبد المملوك حتى تجلسه مجلس الملوك‏.‏

رواه ابن عدي وأبو نعيم‏.‏

1158 - الحكمة عشرة أجزاء، تسعة منها في العزلة، وواحد في الصمت‏.‏

رواه ابن عدي وابن هلال عن أبي هريرة‏.‏

1159 - الحكمة ضالة المؤمن‏.‏

قال في المقاصد رواه القضاعي في مسنده مرسلا عن زيد بن أسلم رفعه بزيادة حيثما وجد المؤمن ضالته فليجمعها إليه،

ورواه الترمذي والعسكري والقضاعي أيضا عن أبي هريرة رضي الله عنه، وفي سندهم إبراهيم بن الفضل ضعيف فلفظ العسكري والقضاعي كلمة الحكمة ضالة كل حكيم فإذا وجدها فهو أحق بها، ولفظ الترمذي الكلمة الحكيمة ضالة كل مؤمن فحيث وجدها فهو أحق بها، وقال غريب، ورواه العسكري أيضا عن أنس رفعه بلفظ العلم ضالة المؤمن حيث وجده أخذه،

ورواه أيضا عن ابن عباس من قوله بلفظ خذوا الحكمة ممن سمعتموها فإنه قد يقول الحكمة غير الحكيم وتكون الرمية من غير رام،

وهذا عند البيهقي في المدخل عن عكرمة بلفظ خذ الحكمة ممن سمعت فإن الرجل يتكلم بالحكمة وليس بحكيم فيكون كالرمية خرجت من غير رام،

وعنده أيضا عن سعيد بن أبي بردة قال كان يقال الحكمة ضالة المؤمن، يأخذها حيث وجدها، وعن عبد الله بن عبيد بن عمير قال كان يقال العلم ضالة المؤمن يغدو في طلبها، فإن أصاب منها شيئا حواه حتى يضم إليه غيره،

وفي معناه ما رواه الديلمي عن علي مرفوعا ضالة المؤمن العلم، كلما قيد حديث طلب إليه آخر، وللديلمي أيضا عن ابن عباس مرفوعا نعم الفائدة الكلمة من الحكمة يسمعها الرجل فيبديها لأخيه، وله أيضا بلا سند عن ابن عمر رفعه خذ الحكمة ولا يضرك من أي وعاء خرجت،

ويروي نحو هذا من قول علي،

وروى العسكري عن مبارك بن فضالة قال خطب الحجاج فقال إن الله أمرنا بطلب الآخرة وكفانا مؤونة الدنيا، فليته كفانا مؤونة الآخرة وأمرنا بطلب الدنيا، قال يقول الحسن ضالة المؤمن عند فاسق فليأخذها،

وعن يوسف بن أسباط قال كنت مع سفيان الثوري وخازم بن خزيمة يخطب فقال إن يوما أسكر الكبار وأشاب الصغار ليوم عسير شره مستطير، فقال سفيان حكمة من جوف خرب، ثم أخرج شريحة يعني ألواحا فكتبها، ونحوه فرب مبلغ أوعى من سامع انتهى‏.‏

1160 - الحق بعدي مع عمر حيث كان‏.‏

قال الصغاني موضوع انتهى، وأقول رواه في الجامع الكبير عن الحكيم الترمذي، وابن عساكر عن الفضل بن عباس بلفظ الحق بعدي مع عمر بن الخطاب حيث كان انتهى‏.‏

1161 - حكمي على الواحد حكمي على الجماعة‏.‏

وفي لفظ كحكمي على الجماعة ليس له أصل بهذا اللفظ كما قال العراقي في تخريج أحاديث البيضاوي،

وقال في الدرر كالزركشي لا يعرف،

وسئل عن المزي والذهبي فأنكره،

نعم يشهد له ما رواه الترمذي والنسائي من حديث أميمة بنت رقيقة، فلفظ النسائي ما قولي لامرأة واحدة إلا كقولي لمائة امرأة، ولفظ الترمذي إنما قولي لمائة امرأة كقولي لامرأة واحدة، وهو من الأحاديث التي ألزم الدارقطني الشيخين بإخراجها لثبوتها على شرطهما،

وقال ابن قاسم العبادي في شرح الورقات الكبير حكمي على الجماعة لا يعرف له أصل بهذا اللفظ كما صرحوا به مع أنهم أولوه بأنه محمول على أنه يعم بالقياس،

ويغني عنه ما رواه ابن ماجه وابن حبان والترمذي وقال حسن صحيح من قوله صلى الله عليه وسلم في مبايعة النساء إني لا أصافح النساء، وما قولي لامرأة واحدة إلا كقولي لمائة امرأة انتهى‏.‏

1162 - الحكم للغالب‏.‏

قال النجم ليس بحديث، بل هو من قواعد الفقهاء ما لم يعارضه أصل‏.‏

1163 - الحكم ملح الأرض‏.‏

ليس بحديث، بل هو كلام يجري على ألسنة الناس لكن معناه صحيح‏.‏

1164 - الحكم لله‏.‏

ليس بحديث، لكن معناه صحيح، ويزيد بعضهم بعده الواحد القهار انتهى‏.‏

1165 - الحلف حنث أو ندم‏.‏

رواه ابن ماجه وأبو يعلى والطبراني عن ابن عمر رفعه بلفظ إنما الحلف - إلا أبا يعلى فقال إنما اليمين - حنث أو ندم، وفي لفظ أيضا الحلف حنث أو مندمة‏.‏

1166 - الحلف منفقة للسلعة ممحقة للبركة - وفي رواية للكسب

رواه مسلم والبخاري عن أبي هريرة، والمشهور على الألسنة الحلف منفق للسلعة ممحق للبركة، وهو محمول كما قال ابن الغرس على اليمين الكاذبة دون الصادقة، قال وإن استظهر المناوي التعميم‏.‏

1167 - الحلال بين، والحرام بين، فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك‏.‏

رواه بهذا اللفظ الطبراني في الأوسط عن عمر،

ورواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن النعمان بن بشير بلفظ الحلال بين، والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات، لا يعلمها كثير من الناس، فمن اتقى الشبهات استبرأ لعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه، ألا وإن لكل ملك حمى، ألا وإن حمى الله في أرضه محارمه، ألا وأن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب،

وفي بعض رواياته اختلاف من ذلك زيادة ‏"‏إن‏"‏ في أوله لمسلم وغير ذلك مما بيناه في الفيض الجاري بشرح صحيح البخاري فراجعه في كتاب الإيمان‏.‏

1168 - حمل علي باب خيبر‏.‏

قال في المقاصد أورده ابن إسحاق في سيرته عن أبي رافع، وإن سبعة هو ثامنهم اجتهدوا أن يقبلوه فلم يستطيعوا، ومن طريقه أخرجه البيهقي في الدلائل،

ورواه الحاكم والبيهقي عن جابر أن عليا حمل الباب يوم خيبر، وأنه جرب بعد ذلك، فلم يحمله أربعون رجلا، لكن في سنده ليث ضعيف، والراوي عنه شيعي،

وذكره البيهقي من جهة حرام بن عثمان عن جابر أن عليا لما انتهى إلى الحصن اجتبذ أحد أبوابه فألقاه بالأرض فاجتمع عليه بعده سبعون رجلا، فكان جهدهم أن أعادوا الباب،

وعلقه البيهقي مضعفا له، وقال في المقاصد وطرقه كلها واهية ولذا أنكره بعض العلماء انتهى‏.‏

1169 - الحمية رأس الدواء‏.‏

سيأتي في‏:‏ المعدة بيت الداء‏.‏

1170 - الحمى من فيح جهنم، فأبردوها بالماء‏.‏

رواه البخاري وأحمد عن ابن عباس، وهما ومسلم والنسائي وابن ماجه عن ابن عمر، والشيخان والترمذي عن عائشة ورافع بن خديج وهؤلاء وأحمد عن أسماء، وعند ابن ماجه عن أبي هريرة بلفظ الحمى كير من كير جهنم، فنحوها عنكم بالماء البارد،

ورواه أحمد عن أبي أمامة كما في الجامع الصغير بلفظ الحمى كير من جهنم فما أصاب المؤمن منها كان حظه من النار،

وعند الطبراني عن أبي ريحانة الحمى كير من جهنم وهي نصيب المؤمن من النار، وعنده عن أنس الحمى حظ أمتي من جهنم،

ورواه البزار عن عائشة بلفظ الحمى حظ كل مؤمن من النار، ورواه ابن أبي الدنيا عن عثمان بلفظ الحمى حظ المؤمن من النار يوم القيامة،

والبزار والحاكم عن سمرة بلفظ الحمى قطعة من النار، فأطفئوها بماء البارد، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا حم دعا بقربة فأفرغها على رأسه فاغتسل،

تنبيه‏:‏ همزة أبردها همزة وصل، والراء مضمومة على المشهور‏.‏

1171 - الحمى رائد الموت‏.‏

رواه أبو نعيم وابن السني في الطب عن أنس مرفوعا بزيادة وسجن الله في الأرض،

ورواه أيضا عن الحسن مرسلا بلفظ الحمى رائد الموت، وهي سجن الله في الأرض للمؤمن، يحبس بها عبده إذا شاء، ثم يرسله إذا شاء، ففتروها بالماء،

وذكره ابن حجر المكي في فتاويه بلفظ الحمى بريد الموت بالموحدة، أي رسوله لكنها لا تستلزمه،

وفي الباب ما للبخاري في تاريخه وإسحاق في مسنده والحسن بن سفيان والبغوي وابن قانع عن عبد الرحمن بن المرقع، قال لما فتح النبي صلى الله عليه وسلم خيبر كان في ألف وثمانمائة، فقسمها على ثمانية عشر سهما، فذكر حديث الترجمة، ورواه الطبراني في الكبير،

قال في المقاصد وبالجملة فهو حديث حسن، وقال المناوي ورواه العسكري وزاد بيان السبب، فقال لما افتتح المصطفى صلى الله عليه وسلم خيبر وكانت مخضرة من الفواكه، وقع الناس فيها، فأخذتهم الحمى، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أيها الناس الحمى رائد الموت، وسجن الله تعالى في الأرض، وقطعة من النار‏.‏

1172 - حولها ندندن‏.‏

قال النجم رواه أبو داود عن بعض الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل كيف تقول في الصلاة‏؟‏ قال أتشهد وأقول اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار، أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، فقاله النبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو داود والدندنة أن تسمع من الرجل نغمة ولا تفهم ما يقول انتهى‏.‏

1173 - حمى يوم كفارة سنة‏.‏

قال في المقاصد رواه القضاعي في مسنده عن ابن مسعود مرفوعا في حديث بلفظ وحمى ليلة تكفر خطايا سنة مجرمة،

وله شاهد رواه ابن أبي الدنيا عن أبي الدرداء موقوفا بلفظ حمى ليلة كفارة سنة،

ورواه تمام في فوائده عن أبي هريرة رضي الله عنه رفعه بلفظ الترجمة، وزاد وحمى يومين كفارة سنتين، وحمى ثلاثة أيام كفارة ثلاث سنين،

ولابن أبي الدنيا عن الحسن مرسلا رفعه أن الله ليكفر عن المؤمن خطاياه كلها بحمى ليلة، وقال ابن المبارك عقب روايته له‏:‏ أنه من جيد الحديث،

ورواه ابن أبي الدنيا أيضا عن الحسن قال كانوا يرجون في حمى ليلة كفارة لما مضى من الذنوب، وله شواهد كثيرة يقوي بعضها بعضا انتهى‏.‏

1174 - الحمى تحت الخطايا كما تحت الشجرة ورقها‏.‏

رواه ابن قانع عن أسد بن كرز‏.‏

1175 - الحمى حظ أمتي من جهنم‏.‏

الطبراني في الأوسط عن أنس، ورواه البزار عن عائشة بلفظ الحمى حظ كل من النار،

ورواه ابن أبي الدنيا عن عثمان بلفظ الحمى حظ المؤمن من النار يوم القيامة،

فائدة‏:‏ قال ابن القيم في الهدى ومما جرب لذهاب الحمى قراءة هذين البيتين وهما‏:‏

زارت مكفرة الذنوب وودعت * تبا لها من زائر ومودع

قالت وقد عزمت على ترحالها * ماذا تريد فقلت أن لا ترجعي

وقال الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة في ترجمة سليمان بن سنيد بن نشوان أنه حج أربعين حجة، فوقع له في آخرها أنه أخذته سنة من النوم عند القبر الشريف فرأى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا فلان له كم تجيء وما بلغت ‏(‏في النسخة الشامية ‏"‏نلت‏"‏ مكان ‏"‏بلغت‏"‏‏)‏ مني شيئا‏؟‏ هات يدك، فكتب في كفه شيئا للحمى، فإذا لحسه المحموم برأ بإذن الله تعالى، وهو استجرت بإمام ما حكم فظلم، ولا تبع من هزم، أخرجي يا حمى من هذا الجسد لا يلحقه ألم، تخرج نجاح‏.‏

1176 - حلالها حساب وحرامها عذاب‏.‏

رواه في الإحياء، وقال مخرجه لم أجده،

ورواه ابن أبي الدنيا والبيهقي عن علي موقوفا بلفظ وحرامها النار، وسنده منقطع،

وفي مسند الفردوس عن ابن عباس رفعه يا ابن آدم ما تصنع بالدنيا، حلالها حساب، وحرامها عذاب،

وقال النجم أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن مالك بزيادة قال قالوا لعلي بن أبي طالب يا أبا الحسن صف لنا الدنيا، قال أطيل أو أقصر‏؟‏ قالوا أقصر، قال حلالها حساب وحرامها النار،

وأسنده الشيخ محي الدين قدس سره في مسامراته من طريق أبي هريرة رضي الله عنه انتهى فليراجع‏.‏

1177 - الحياء يمنع الرزق‏.‏

قال الصغاني موضوع‏.‏

1178 - حياتي خير لكم، وموتي خير لكم‏.‏

رواه الديلمي عن أنس وعزاه في الجامع الصغير للحارث عن أنس، وفيه عند ابن سعد عن بكر بن عبد الله مرسلا بلفظ حياتي خير لكم، تحدثون ويحدث لكم، فإذا أنا مت كانت وفاتي خيرا لكم، تعرض علي أعمالكم، فإن رأيت خيرا حمدت الله، وإن رأيت شرا استغفرت لكم،

وذكره ابن حجر الهيثمي في فتاواه، ولم يبين مخرجه ولا رتبته، وإنما ذكر معناه، فقال الإشكال إنما يتأتى على تقدير خير أفعل تفضيل، وليس كذلك بل هو على حد قوله تعالى ‏"‏أفمن يلقى في النار خير‏"‏ ففي كل من حياته وموته صلى الله عليه وسلم خير‏.‏

1179 - الحياء خير كله‏.‏

رواه الشيخان وأبو داود عن عمران بن حصين، ورواه مسلم والبخاري عنه أيضا بلفظ الحياء لا يأتي إلا بخير، ورواه الطبراني عن أبي قرة بلفظ الحياء هو الدين كله‏.‏

1180 - الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه، وجعل له مخرجا‏.‏

رواه أبو داود عن أبي أيوب‏.‏

1181 - الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات‏.‏

رواه النسائي والطبراني عن عائشة رضي الله عنها‏.‏

1182 - الحمد لله رداء الرحمن‏.‏

قال القاري لم يوجد له أصل‏.‏

1183 - الحياء من الإيمان‏.‏

متفق عليه عن ابن عمر، ورواه مسلم عن أبي هريرة وفي الباب عن جماعة، وقال النجم حديث ابن عمر أخرجه الترمذي، وحديث أبي هريرة أخرجه الترمذي والحاكم والبيهقي بزيادة والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار، وأخرجه الطبراني والبيهقي عن عمران بن حصين،

ورواه ابن عساكر عن أبي هريرة بلفظ الحياء من الإيمان، وأحيَى أمتي عثمان،

ورواه الترمذي عن أبي أمامة بلفظ الحياء والعي شعبتان من الإيمان، والبذاء والبيان شعبتان من النفاق، وورد الحديث بألفاظ أخر‏.‏

1184 - حين تلقى تدري‏.‏

هو مثل ذكره أبو عبيد وغيره بلفظ حين تلقين تدرين، وقال في التمييز ليس بحديث، ومعناه صحيح، ويشير إليه قوله تعالى ‏{‏وسوف يعلمون حين يرون العذاب من أضل سبيلا‏}

ومثله في المقاصد، وزاد ويروى عن جابر قال لما رجعت مهاجرة الحبشة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لهم ألا تحدثوني بأعاجيب ما رأيتم بأرض الحبشة‏؟‏ فقال فئة منهم بلى يا رسول الله بينما نحن جلوس مرت بنا عجوز من عجائز رهابينهم تحمل على رأسها قلة من ماء، فمرت بفتى منهم، فجعل إحدى يديه بين كتفيها، ثم دفعها فخرت على ركبتيها، فانكسرت قلتها، فلما ارتفعت التفتت إليه، فقالت سوف تعلم يا غدر إذا وضع الله تعالى الكرسي وجمع الأولين والآخرين، وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون، فسوف تعلم كيف أمري وأمرك عنده غدا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقت، كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم، قال وقد جمعت طرقه في الأجوبة الدمياطية، وقال ابن الغرس وقلت في المعنى‏:‏

وحين تجازى كل نفس بكسبها * لعمرك تدري ما عليها وما لها‏.‏

1185 - الحي أفضل من الميت‏.‏

قال النجم ليس بحديث، ولا يصح معناه على الإطلاق، بل إن أريد به الحي إذا تساوى مع الميت في فضله كالإسلام والعلم كان الحي أفضل من الميت بما يكسبه بعده من الأعمال فإن معناه صحيح، وهو الذي أراده النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أحمد بإسناد حسن عن أبي هريرة كان رجلان من بلى ‏(‏بلى كرضى قبيلة من قضاعة وتفصيل الكلام عنها في ‏"‏القصد والأمم في التعريف بأنساب العرب والعجم‏"‏‏)‏ أسلما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستشهد أحدهما، وتأخر الآخر سنة، قال طلحة بن عبيد فرأيت المؤخر منهما أدخل الجنة قبل الشهيد، فتعجبت لذلك، فأصبحت فذكرت ذلك للنبي أو ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أليس قد صام بعده رمضان، وصلى ستة آلاف ركعة، وكذا وكذا ركعة صلاة سنة، وأخرجه ابن ماجه وابن حبان من حديث طلحة بنحوه لكنه أطول منه، وزاد في آخره وكان بينهما أبعد مما بين السماء والأرض،

وعند أحمد عن عبد الله بن شداد وأبي يعلى عنه عن طلحة، ورواتهما رواة الصحيح أن نفرا من بني عذرة ثلاثة أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فأسلموا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم من يكفيهم، قال طلحة أنا، قال فكانوا عند طلحة، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثا، فخرج فيه أحدهم فاستشهد، ثم بعث بعثا فخرج فيه آخر فاستشهد، ثم مات الثالث على فراشه، قال طلحة فرأيت هؤلاء الثلاثة الذين كانوا عندي في الجنة، فرأيت الميت على فراشه أمامهم، ورأيت الذي استشهد أخيرا يليه، ورأيت أولهم آخرهم، قال فدخلني من ذلك، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فذكرت ذلك له، فقال وما أنكرت من ذلك‏؟‏ ليس أحد أفضل عند الله من مؤمن يعمر في الإسلام، لتسبيحه وتكبيره وتهليله، وعند مالك وأحمد بإسناد حسن والنسائي عن سعد بن أبي وقاص قال كان رجلان أخوان هلك أحدهما قبل صاحبه بأربعين ليلة، فذكرت فضيلة الأول منهما عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألم يك الآخر مسلما‏؟‏ قالوا بلى وكان لا بأس به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريكم ما بلغت به صلاته، إنما مثل الصلاة كمثل نهر عذب يمر بباب أحدكم يقتحم فيه كل يوم خمس مرات، فما ترون ذلك يبقي من درنه‏؟‏ فإنكم لا تدرون ما بلغت به صلاته‏.‏

1186 - الحمد لله الذي بنعمته وجلاله تتم الصالحات‏.‏

النسائي والطبراني عن عائشة رضي الله عنها‏.‏

1187 - الحمد لله، دفن البنات من المكرمات‏.‏

الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما‏.‏

1188 - الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وآوانا‏.‏

رواه مسلم عن أنس رضي الله عنه، ورواه أحمد بن منيع وأبو داود من حديث أبي سعيد بلفظ أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين ‏(‏هذه الثلاثة الأحاديث ساقطة من الأصل وذكر الأول فيه ناقصا‏)‏ ‏.‏